التباس العمانية والمصرية

صديقتان بحيٍّ من أرياف عمان: عمانية ومصرية، متآلفتان على عهد العمانيين والمصريين جميعا، لا تخرجان إلى السوق إلا معا، تذهبان وتؤوبان مشيا، غير كالّتين ولا مالّتين.
هاهما كأنما خدعتهما عن الطريق حَكاياهُما الكثيرة الطويلة؛ فأبعدتا الغاية، واستثقلتا المشي، وإذا حافلةُ ركابٍ على مقربة، فتصيح العمانية بالمصرية:
– اسْتَنِّي!
فتطمئن المسكينة المهدودة؛ فتفوتهما الحافلة!
Ùˆ”اسْتَنِّي” في العمانية “أَسْرِعي”ØŒ فصيحة عالية من “الاسْتِنان”ØŒ ومادتها “س، ن، Ù†”ØŒ غير أن المصرية على لهجتها فهمتها “تَمهَّلي”ØŒ محرفة عن “اسْتَأْنِي”ØŒ من “الاسْتِيناء”ØŒ ومادتها “و، ن، ÙŠ”!
ومرة كلمت تلامذتي العمانيين في ظاهرة “بِلى الألفاظ (تآكلها)”ØŒ ولاسيما ألفاظ التَّحايا؛ فاستطردت لهم إلى نسوة قريتي اللواتي تمسِّي إحداهنَّ على الأخرى قائلة:
– سَا الخير!
فتجيبها:
– سَا النُّور!
فإذا التلامذة الطيبون يضحكون يضحكون يضحكون، ولم يكن ما أضحكهم غير التباس “سَا النُّور”ØŒ في جواب المصرية بـ”سَنُّور” أي “القط”ØŒ في العمانية، محرفة عن “سِنَّوْر”ØŒ تحريفا قريبا معروفا!
وهكذا يقوم المصريون في مقامات من الالتباس اللغوي المدهش، تُسليهم عن الحر العماني الذي لما سئل عنه أحد الظرفاء قال:
– تسعة أشهر من العام العماني حَر، وثلاثة جَحيم!

Related posts

Leave a Comment